فمن مبلغ عني الحبيب رسالة ... بأن فؤادي دائم الخفقان </SPAN>
</SPAN>وأني ممنوع من النوم مدنف ... وعيناي من وجد الأسى تَكِفانِِ </SPAN>
***
</SPAN>أحبكِ يا ليلى محبَّة عاشقٍ...عليه جميع المصعباتِ تهونُ </SPAN>
</SPAN>أحبكِ حباً لو تحبين مثلَهُ...أصابكِ من وجدٍ عليَّ جنونُ </SPAN>
</SPAN>لا فارحمي صبّاً كئيباً معذباً...حريق الحشا مضنى الفؤاد حزينُ </SPAN>
</SPAN>قتيلٌ من الأشواقِ أمَّا نهارهُ...فباكٍ وأمَّا ليلهُ فأنينُ </SPAN>
</SPAN>له عبرةٌ تهمي ونيران قلبهِ...وأجفانهِ - تذري الدموع - عيونُ </SPAN>
***
</SPAN>وإني لأستغشي وما بيَ نعسةٌ...لعل لقاها في المنام يكونُ </SPAN>
</SPAN>تخبّرني الأحلام أني أراكمُ...فيا ليت أحلامَ المنامِ يقينُ </SPAN>
</SPAN>شهدت بأني لم أخنكِ مودةً...وأني بكم حتى المماتِ ضنينُ </SPAN>
***
</SPAN>أموتُ إذا شطَّت وأحيا إذا دنت...وتبعث أحزاني الصَّبَا ونسيمها </SPAN>
</SPAN>فمن أجلِ ليلى تولعُ العين بالبكا...وتأوي إلى النفس كثيرٍ همومها </SPAN>
***
</SPAN>إلى الله أشكو حبَّ ليلى كما شكا...إلى الله فقدَ الوالدينِ يتيمُ </SPAN>
</SPAN>يتيمٌ جفاه الأقربون فعظمهُ...كسيرٌ وفقد الوالدينِ عظيمُ </SPAN>
***
</SPAN>فلا تقتليني بالصدودِ وبالقِلَى...ومثلكِ يا ليلى يرقُّ ويرحمُ </SPAN>
</SPAN>فواللهِ إني فيكِ عانٍ وعاشقٌ...أذوبُ غراماً فيكِ والحبَّ أكتمُ </SPAN>
</SPAN>مخافةَ واشٍ أو رقيبٍ وحاسدٍ...يحدِّث ما لا كانتِ الناسُ تعلمُ </SPAN>
***
</SPAN>لقد هتفتْ في جنحِ ليلٍ حمامةٌ...على فننِ وهناً وإني لنائمُ </SPAN>
</SPAN>فقلت اعتذراً عند ذاك وإنني...لنفسيَ فيما قد أتيتُ للائمُ </SPAN>
</SPAN>أأزعم أني عاشقٌ ذو صبابةٍ...بليلى ولا أبكي وتبكي البهائمُ </SPAN>
</SPAN>كذبتُ وبيتِ اللهِ لو كنتُ عاشقاً...لَمَا سبقتني بالبكاءِ الحمائمُ </SPAN>
***
</SPAN>أقول لِمُفتٍ ذات يوم لقيتهُ...بمكةَ والأنضاءُ ملقىً رحالها </SPAN>
</SPAN>بربكَ أخبرني ألم تأثم التي..أضرَّ بجسمي من زمانٍ خيالها </SPAN>
</SPAN>فقال بلى واللهِ سوفَ يمسها...عذابٌ , وبلوى في الحياة تنالها </SPAN>
</SPAN>فقلت ولم أملك سوابق عبرةٍ...سريعٍ إلى جيبِ القميص انهمالها</SPAN> </SPAN></SPAN>:
</SPAN>عفا الله عنها ذنبها وأقالها...وإن كان في الدنيا قليلاً نوالها </SPAN>
***
</SPAN>وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِِعَتْ...أحَبُّ شيءٍ إلى الإنسانِِ ما مُنِعا </SPAN>
***
</SPAN>إذا طلعتْ شمس النهارِ فسلِّمي...فآيةُ تسليمي عليكِ طلوعها </SPAN>
</SPAN>بعشرِ تحياتٍ إذا الشمس أشرقتُ...وعشرٍ إذا اصفَرَّت وحان وقوعها </SPAN>
***
</SPAN>وكيف أسلِّي النفسَ عنها وحبها...يؤرقني والعاذلون هواجعُ </SPAN>
</SPAN>وقلبي كئيب في هواها...وإنني لفي وصلِ ليلى ما حييتُ لطامعُ </SPAN>
***
</SPAN>رضيتُ بقتلي في هواها لأنني..أرى حبها حَتماً وطاعتها فرضا </SPAN>
</SPAN>إذا ذُكِرتْ ليلى أهيمُ بذكرها...وكانت مُنى نفسي وكنتُ بها أرضى </SPAN>
</SPAN>إذا رُمتُ صبراً أو سُلُوّاً بغيرها...رأيتُ جميعَ الناسِ من دونها بَعضا </SPAN>
***
</SPAN>فأبكي لنفسي رحمةً من جفائها...ويبكي من الهجران بعضي على بعضي </SPAN>
</SPAN>وإنِّي لأهواها مُسيئاً ومحسناً...وأقضي على نفسي لها بالذي تقضي </SPAN>
</SPAN>فحتَّى متى رَوْحُ الرِّضا لا ينالُنِي...وحتى متى أيَّام سخطِكِ لا تمضي </SPAN>
***
</SPAN>سلامٌ على من لا يُمَلُّ كلامه...وإن عاشَرَتْهُ النَّفْسُ عَصراً إلى عصرِ </SPAN>
***
</SPAN>وحدَّثْتُ نفسي بالفراقِ أَروضُها...فقالتْ رويداً لا أغُرُّكَ من صبري </SPAN>
</SPAN>فقلتُ لها : فالهجرُ والبين واحدٌ...فقالت : أَأُمنَى بالفراقِ وبالهجرِ </SPAN>
***
</SPAN>تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ...وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ </SPAN>
</SPAN>فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً...فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ </SPAN>
***
</SPAN>طبيبانِ لو داويتُماني أُجرتُمَا...فما لكما تستغنيانِ عن الأجرِ </SPAN>
</SPAN>فقالا بحزنٍ ما لكَ اليومَ حِيلةٌ...فمت كَمَداً أو عزِّ نفسكَ بالصبرِ </SPAN>
</SPAN>وقالا دواءُ الحبِّ غالٍ وداؤُهُ...رخيصٌ ولا ينبيكَ شيءٌ كمن يدري </SPAN>
</SPAN>فما برحا حتى كتبتُ وصيتي...ونَشَّرتُ أكفاني وقلتُ احفُرا قبري </SPAN>
</SPAN>فما خيرُ عِشقٍ ليسَ يقتُلُ أهلهُ...كما قَتَلَ العشَّاقَ في سالفِ الدَّهرِ </SPAN>
***
</SPAN>ويا ليتنا نحيا جميعاً وليتنا...نصير إذا متنا ضجيعينِ في قبرِ </SPAN>
</SPAN>ضجيعينِ في قبر عن الناسِ مُعزَلٍ...ونُقرَنُ يَومَ البعثِ والحشرِ والنشرِ </SPAN>
***
</SPAN>وكيف أعزِّي النفس بعد فراقها...وقد ضاق بالكتمان من حبها صدري </SPAN>
</SPAN>فوالله واللهِ العزيزِ مكانهُ...لقد كاد روحي أن يزول بلا أمري </SPAN>
</SPAN>خليليَّ مُرَّا بعد موتي بتربتي...وقولا لليلى ذا قتيلٌ من الهجر </SPAN>
***
</SPAN>تداويت من ليلى بليلى عن الهوى...كما يتداوى شاربُ الخمر بالخمر</SPAN>
</SPAN>ألا زَعَمَتْ ليلى بأن لا أحبها...بلى والليالي العشرِ والشفع والوَترِ </SPAN>
</SPAN>بلى والذي لا يعلمُ الغيبُ غيرُهُ...بقدرتهِ تجري السفائنُ في البحرِ </SPAN>
</SPAN>بلى والذي نادى من الطور عبدَهُ...وعظّمَ أيامَ الذبيحةِ والنّحرِ </SPAN>
</SPAN>لقد فُضِّلَتْ ليلى على الناسِ مثل ما...على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القَدْر </SPAN>
***
</SPAN>فلو كنتِ ماءً كنتِ من ماءِ مُزنةٍ...ولو كنتِ نوماً كنتِ من غفوةِ الفجرِ </SPAN>
</SPAN>ولو كنتِ ليلاً كنتِ ليلَ تواصلٍ...ولو كنتِ نجماً كنتِ بدرَ الدّجى يسري </SPAN>
</SPAN>عليكِ سلامُ الله يا غايةَ المُنى...وقاتلتي حتى القيامة والحشرِ </SPAN>
***
</SPAN>تعلّقَ روحي روحَها قبلَ خلْقِنا...ومن بعدِ أن كنَّا نطافاً وفي المهدِ </SPAN>
</SPAN>فعاش كما عِشنا فأصبح نامياً...وليس , وإن متنا, بمنقصفِ العهدِ </SPAN>
</SPAN>ولكنه باقٍ على كلِّ حالةٍ...وسائرنا في ظلمة القبرِ واللحدِ </SPAN>
***
</SPAN>لها في طرفها لَحَظاتُ حتفٍ...تُميتُ بها وتُحيي من تريدُ </SPAN>
</SPAN>وإن غَضِبتْ رأيتَ الناسَ هلكى...وإن رضيتْ فأرواح تعودُ </SPAN>
***
</SPAN>وجدتُ الحبَّ نيراناً تَلَظّى...قلوبُ العاشقينَ لها وقودُ </SPAN>
</SPAN>فلو كانت إذا احترقتْ تَفَانتْ...ولكن كلّما احترقت تعودُ </SPAN>
</SPAN>كأهلِ النارِ إذ نضجتْ جلودٌ...أعيدتْ - للشقاءِ- لهمْ جُلُودُ </SPAN>
***
</SPAN>حَلَفتُ لها باللهِ ما حلَّ بعدَها...ولا قبلها أُنسيَّةٌ حيثُ حَلَّتِ </SPAN>
</SPAN>أقامتْ بأعلى شعبةٍ من فؤادهِ...فلا القلبُ ينساها ولا العينُ مَلَّتِ </SPAN>
***
</SPAN>إذا متُّ خَوفَ اليأسِ أحياني الرَّجا...فكم مرَّةٍ قد مُتُّ ثمَّ حَييتُ </SPAN>
</SPAN>ولو أحدقَ بي الأنسُ والجِنُّ كلهم...لكي يمنعوني أن أجيكِ لجيتُ </SPAN>
***
</SPAN>ألا يا طبيب النفسِ أنتَ طبيبُها...فرفقاً بنفسٍ قدْ جَفاها حبيبها </SPAN>
***
</SPAN>ذكرتُكِ والحجيجُ لهمْ ضجيجٌ...بمكةَ والقُلوبُ لها وَجيبُ </SPAN>
</SPAN>فقُلتُ ونحنُ في بلدٍ حرَامٍ...بهِ والله أُخلصتِ القلوبُ </SPAN>
</SPAN>أتوبُ إليكَ يا رحمنُ مما...عَمِلْتُ فقدْ تَظاهرتِ الذنوبُ </SPAN>
</SPAN>فأما من هوى ليلى وتركي...زيارتها فإني لا أتوبُ </SPAN>
</SPAN>وكيفَ – وعندها قلبي رهينٌ...أتوبُ إليكَ منها أو أُنيبُ </SPAN>
***
</SPAN>فؤادي بينَ أضلاعي غريبُ...ينادي من يُحِبُّ فلا يُجيبُ </SPAN>
</SPAN>أحاطَ بهِ البلاءُ فكلَّ يومٍ...تُقارِعُهُ الصبابةُ والنَّحيبُ </SPAN>
***
</SPAN>حَلَفتُ لها بالمشعرينِ وزمزمٍ...وذو العرشِ فوق المُقسمينَ رَقيبُ </SPAN>
</SPAN>لئِنْ كان بردُ الماءِ حرَّانَ صادياَ...إليَّ حبيباً إنها لحبيبُ </SPAN>
***
</SPAN>يقولون ليلى عذَّبتكَ بحبها...ألا حبذا ذاك الحبيب المعذِّبُ